خطوات صغيرة لغاية كبرى

يضع الإنسان في مشوار حياته أهدافاً لتحقيق غايات عدة، وخلال السير نحو إنجازها يصادف في طريقه العقبات والصعوبات، فمن الناس من يراها مجرد محطات مؤقتة توجد على طريق الرحلة و يمر من خلالها سريعاً كأنها استراحة قصيرة ليلتقط أنفاسه، والآخر من يراها حائط صلب غير قابل للهدم! فتراه يسخط ويقدم لنفسه الأعذار ويلقي اللوم على أي ظرف من ظروف حياته، فتصبح محطته حفرة عميقة يعيش بها الأبد كله ما لهم يعيد تفكيره نحوها. 

نجد هنا أن معظمنا وإن لم يكن جميعنا قد مر بالمرحلة الثانية في أمور حياته، فتتفاوت شخصياتنا حولها، منا من يراها سنة من سنن الحياة ويتعامل معها بمرونة، والآخر يراها إعاقة دائمة تحبطه ويوقف ما اراد إنجازه، ولكن هل الرغبة في تحقيق الكمال في جميع أمور الحياة هي العائق؟ أم الخوف من الفشل؟ أم عدم قدرة الشخص على التحمل والصبر؟
فلابد أن نعي أننا جميعا لم نولد متعلمين وخرجنا إلى هذة الحياة بلا علم، ونتعلم منها بالتجارب يوماً بعد يوم، وكما قيل إن لم تخطئ فأنت لم تعمل. 

العودة إلى تحقيق الأهداف، هناك عدة طرق للعمل بها ومنها: تقسيم الهدف الكبير إلى مراحل صغيرة وتسجيلها والالتزام بها لتسهيل عملية الاستمرارية، وميزتها أنها تجعل الرحلة أكثر متعة وتقلل أثر الممل عليك، ووضع مكافأة بعد إنجاز الأهداف الصغيرة لزيادة الحافز. 
وهنالك أمر مهم جداً بأن تتقبل الفشل وأن تستمتع بالرحلة، وإذا اعتبرنا أنك عملت بالهدف الكبير مباشرة، فإن نسبة فشلك كبيرة جداً وهذا من شأنه يولد شعور الإحباط واليأس. 

الخلاصة من وضعك للأهداف الصغيرة وتنظيمها أنها تسهل عليك المشوار وسوف تتحسن بالاستمرار بشكل غير ملحوظ على المدى القصير، ولكن بعد مرور وقت طويل تذكر أول خطوة خطوتها وقارن ما أنت عليه الآن بما كنت عليه في الماضِ .. سترى الفرق الكبير!