التعلق في الكماليات

 الشراء إما أن يكون في أمور تتعلق بالأساسيات أو الكماليات، فهو سلوك يعبر عن الدافع لتحقيق إحدى السببين وهما: البحث عن المتعة أو تجنب الألم أو كلاهما، ورغبتك في إشباع نفسك يكون عن طريق الشراء، لكن ما السبب ورا الغوص في دوامة الكماليات؟ 

هنالك أمور أساسية لابد من توفرها في حياتنا: كالأكل والشرب والسكن والملبس، وتحقيقها يشبع غريزة العيش. أما عن الكماليات فهي الأمور الإضافية التي تزيد من رفاهيتنا، ولكن في كثير من الأحيان نجد أنفسنا نشتري أشياء تكاد لا تضيف لنا فائدة إلا في لحظتها، فنندفع وراءها، وهذا لا يعني أن نستغني عنها ولكن التوازن في أمور الشراء مهم جداً. 

وفي ظل التقدم والتغير في نمط الحياة والمعيشة والتغير في الظروف الاجتماعية، أصبحت ثقافة الاستهلاك متزايدة؛ وذلك يعود إلى البحث عن الرفاهية النفسية ومحاولة إيجاد القبول الاجتماعي.

ولكن ماهو هو السبب في بناء هذه العادات وتأثيرها بنا في قرارات الشراء؟ 

في سوق مكتظ بالعلامات التجارية وفي تنافس مستمر وشرس بينها، ترغب كل شركة في النمو وزيادة الأرباح والسيطرة على السوق، فتعمل إدارات التسويق لزيادة رغبت المستهلكين في الشراء، من خلال إنتاج الحملات الترويجية والإعلانات لتصبح في مقدمة قراراتك الشرائية، فتصبح محاصراً من قبل إعلاناتها في كل مكان، فهي تحاكي العاطفة وتحرك المشاعر والتأثير عليهما، وبذلك تعمل على محاكاتهما من خلال رسائلها، فعلى سبيل المثال: دائماً ما نرى أناساً يشبهوننا في الإعلان ويعانون من مشاكل فترةً من الزمن، ويأتي الحل على هيئة منتج أو خدمة تقدمها الشركة، وتعمل هذه العملية بشكل متكرر حتى يتشربها العقل الباطني بها.   

صار من الضروري معرفة الحالة النفسية أثناء الشراء والتفكير إما أن يكون الأمر ضروري للشراء أم هو فقط لإشباع رغبة مؤقته للوحش الداخلي الذي بداخلنا، وبذلك نحقق التوازن وعدم إغراق أنفسنا في دوامة الكماليات ودون أن نسعى في مواكبة كل موضة ومقارنة أنفسنا مع غيرنا. 


ختاماً لاشك أن الكماليات سهلت من حياتنا وهذا أمر جيد، لكن في حال سيطرة هذا الإدمان وجعل السلوك غير عقلاني تصبح الكماليات في الأولوية دون الأساسيات.