المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٤

الاحتراق وظيفي

باشر شاب في وظيفته الجديدة وهو بأتم النشاط وأعلى مراحل الحماس وهو مخلصٌ في عمله، وكلما أنجز مهمة ازداد تحفزاً ونشاطاً واتقاناً لعمله، وسرعان ما أعمى الحماس الزائد بصيرته شيئاً فشيئاً حتى بدا له الشعور لإثبات نفسه وزاد العمل أكثر وحَمل نفسه فوق طاقتها!  مع مرور الوقت أخذ التشتت يسيطر عليه وصار يلقي اللوم على الآخرين من كل صوب،  وأهمل حاجته الشخصية على حساب الوظيفة والتي جعلها أولوية عن غيرها من حاجات الحياة الأخرى: وأحدها الاستمتاع مع العائلة ومجتمعه القريب أو حتى وحده!  صار العمل فوق طاقته وأنهك ذهنه، واستنزافه العاطفي يتسرب من كل جهة، والضيق يحاصره من  كل صوب، وهو ناكر للضغوط التي حاط نفسه بها ليثبت نفسه للجميع حتى لو تخلى عن قناعاته!  وبعد فترة أعتز ل المقربين وزملائه في العمل، وحتى أتفه الأسباب تُشّعل عصبيته وتفقده صبره، إلى أن وصل إلى مرحلة فقدان الشغف، والثقل يسيطر على ذهنه وجسده، وصار مزاجه سيئاً طيلة الوقت وتدنت كفاءته الشخصية وأصبح من المدخنين! وبذلك أصبح محترق وظيفياً وسيطر الاكتئاب عليه.  ربما أن القصة أخذت مبالغة في السرد، ولكن هذا نموذج يحصل لبعض الناس وهو غير واعي بما يفعل

خطوات صغيرة لغاية كبرى

يضع الإنسان في مشوار حياته أهدافاً لتحقيق غايات عدة، وخلال السير نحو إنجازها يصادف في طريقه العقبات والصعوبات، فمن الناس من يراها مجرد محطات مؤقتة توجد على طريق الرحلة و يمر من خلالها سريعاً كأنها استراحة قصيرة ليلتقط أنفاسه، والآخر من يراها حائط صلب غير قابل للهدم! فتراه يسخط ويقدم لنفسه الأعذار ويلقي اللوم على أي ظرف من ظروف حياته، فتصبح محطته حفرة عميقة يعيش بها الأبد كله  ما لهم يعيد تفكيره نحوها.  نجد هنا أن معظمنا وإن لم يكن جميعنا قد مر بالمرحلة الثانية في أمور حياته، فتتفاوت شخصياتنا حولها، منا من يراها سنة من سنن الحياة ويتعامل معها بمرونة، والآخر يراها إعاقة دائمة تحبطه ويوقف ما اراد إنجازه، ولكن  هل الرغبة في تحقيق الكمال في جميع أمور الحياة هي العائق؟ أم الخوف من الفشل؟ أم عدم قدرة الشخص على التحمل والصبر؟ فلابد أن نعي أننا جميعا لم نولد متعلمين وخرجنا إلى هذة الحياة بلا علم، ونتعلم منها بالتجارب يوماً بعد يوم، وكما قيل إن لم تخطئ فأنت لم تعمل.  العودة إلى تحقيق الأهداف، هناك عدة طرق للعمل بها ومنها: تقسيم الهدف الكبير إلى مراحل صغيرة و تسجيلها والالتزام بها لتسهيل عملية ال