التعليم في الصغر

في حديث الرسول ﷺ (علِّموا أولادَكُمُ الصلاةَ إذا بلَغُوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشْرًا، وفرِّقُوا بينهم في المضاجِعِ). نرى من هذا الحديث الحث على الأطفال على أداء الصلاة، ولو أخذنا منه معنى التعليم في جزئية هذا الحديث، وأثر التعليم في السِن المبكرة في بناء عادات تشكّل حياة الطفل. وكما تشير إليه الأبحاث أن في هذا السن يبدأ تكوين الادارك والوعي في الإنسان، ومن خلالها يبدأ بتكوين سلوكيات تترسخ في حياته سواء إيجابية أو سلبية.   

ففي دول مثل اليابان تعلم طلابها منذ دخولهم مراحل الدراسة الأولية عادات مثل: تنظيف الفصول والمرافق المدرسية؛ لتنمّي لديّهم حس المسؤولية والانضباط منذ السن المبكرة، فمثل هذة العادات المفيدة تأسس لديهم مفهوم المسؤولية ونظراً لتبعاتها في مستقبلهم ومستقبل المجتمع كَكل، فبتالي ينشأ جيل مدرك ما يستحسن فعله في جوانب حياته. 

شاهدت فيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي لأحد الصفوف في مدارس اليابان، حيث تقوم المعلمة تعليم الأطفال الأخلاقيات في الأماكن العامة، وكانوا واضعين كراسيّهم مصفوفة كصف الحافلات العامة، وكان السيناريو أن يركب رجل مسن بتمثيل أحد الطلبه، وفَور دخوله يقوم أحد الطلاب من مكانة؛ ليجلس هذا المسن في المكان. ومشهد آخر تركب الحافلة أحد الطالبات بتمثيل أنها امرأة معها دُمّية طفل رضيع ويقوم أحد الطلبة من مكانه كما في المثال الأول وهكذا. وتكاد لا تجد شخص ما لا يثنّي هذا الشعب الخلوق؛ وهذة نتائج ما يتعلمونه منذ صغرهم وما يلاقونه من تشجيع ممن حولهم باستمرار. 


مثل هذة الأمثلة تجعلنا نعيد النظر في بعض الأمور التي من الممكن أن نكون المقصرين بها مع أبنائنا، وزرع بعض الأخلاق الحسنة فيهم مثل: الصدق والأمانة والحلم والتواضع والكرم والحياء والصبر، فهذة من أبرز صفات رسولنا ﷺ، وتلقينهم قصصه وقصص ما سبقة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 


حقيقتاً مثل هذة التعاليم ضرورية خصوصاً في السن المبكرة؛ لأن ما ينشأ عليه الطفل هو ما يصبح عليه في المستقبل، فالبتالي يتكون مجمع راقي لديّه مسؤولية عالية تجاه الأمور المسؤول عنها.

وقيل التعليم في الصغر كنالنقش على الحجر!